الأسلوب فی الدرس العربی الحدیث فن من فنون اللغة والکلام وهو طریقة التفکیر العمیق لکی ینور من خلاله أهم الجمالیات المکنونة فی النص الأدبی، فلذا تناولت هذه الدراسة فی ثنایاها سورة الحج، وفق المنهج الأسلوبی الذی یتناول فی مستویاته المختلفة (الصوتی، والصرفی، والنحوی، والدلالی)، عما وراء الألفاظ والعبارات لکی یفصح من خلالها أهم الجوانب النفسیة والدلالیة؛ وسیلة للکشف عن المفارقة بین دلالة البنیة السطحیة الظاهرة، ودلالة البنیة العمیقة للسورة. وقد بدأت هذه الدراسة بتقدیم تعریف عام بالسورة، إضافة إلی بیان لمفهوم الأسلوبیة، ثم تناول الباحثان المستویات اللغویة فی السورة مبتدئین بالمستوی الصوتی بما یتمثل فیه من دور شعوری وایحائی لجرس الأصوات، وما تفصح عنه تلک الأصوات من معان ودلالات حیث یمکن الوصول عن طریقها إلی المعنی الغائب الثمین فی السورة. ثم تطرقت الدراسة إلی المستویین الصرفی والنحوی بمعالجة صیغ الأسماء والأفعال الأکثر بروزاً وما تعلقت به السورة من إنزیاحات وتشویشات نحویة. ثم تناولت المستوی الدلالی متمثلاً بالدلالة البلاغیة وتناسقها وقد تضافر التصویر المعتمد علی التشبیه، والاستعارة، والکنایة، والجناس، والطباق، فی تشکیل الصورة الفنیة فی السورة تشکیلاً کشف عن التناسق الفنی والدلالات المعبرة عن الغرض الأصلی فی البناء العام للسورة.